«عبدة الشيطان» يوزعون دعوات علي زوار «سيتي ستارز» للاحتفال بعيدهم في الجامعة الكندية

قبل 12 عاما بالضبط.. استيقظ المصريون علي خبر «القبض علي جماعات عبادة الشيطان في مصر».. وقتها لم يكن احد يعرف ما هي تعاليم هذه الجماعات؟ وما هي طقوسها أو قصتها؟ وهو ما دفع الجميع للشعور بالفزع من فكرة «عبادة الشيطان» وانتشارها بين شباب الطبقة الراقية في مصر.. ورغم ان القضية تم اغلاقها تماما بعد أشهر قليلة، وانتهت بالإفراج عن 140 شابا وفتاة تم القبض عليهم من أعضاء الجماعة، إلا أن مخاوف المصريين ورعبهم من هذه الافكار الشاذة لم تختف، ولم تغب لحظة واحدة.. في مساء يوم الخميس الماضي عادت قصة «عبادة الشيطان» تتفجر من جديد، وكانت البدية من المنطقة المواجهة لـ«سيتي ستارز» في مدينة نصر، عندما لاحظ ضابط مباحث أثناء جلوسه داخل سيارة الدورية الأمنية، قيام عدد من الشباب والفتيات بتوزيع كروت دعوة لونها أسود علي المارة، وكان الشباب أنفسهم يرتدون ملابس سوداء، وهو ما أثار حيرة ضابط المباحث، فاقترب من أحد هؤلاء الشباب ليحصل علي أحد كروت الدعوة، وعندها تلقي الضابط الصدمة، فالدعوة كان مكتوبا عليها «جماعة عبادة الشيطان تدعوكم لحضور الاحتفال بعيد الجماعة.. الساعة السادسة مساء يوم 10 ميو 2008 في مقر الجامعة الكندية في القاهرة الجديدة».. وعلي الفور أجري ضابط المباحث اتصالا بمديرية أمن القاهرة، فتلقي تعليمات بسرعة القبض علي موزعي كروت الدعوة، وتسليمهم إلي قسم شرطة مدينة نصر أول.. وبالفعل تمكن الضابط من القبض علي 18 شابا وفتاة، كانوا جميعا يرتدون ملابس سوداء موحدة، ويوزعون كروت الدعوة، وفي قسم الشرطة، اكتشف ضابط المباحث أن أعمار الشباب لا تزيد علي 18 عاماً، وجميعهم يدرسون في جامعتي «عين شمس» و«الكندية» وبعد تحرير محضر بالواقعة، قام ضباط قسم شرطة مدينة نصر بتسليم أعضاء الجماعة إلي جهاز أمن الدولة، لاستكمال التحقيق مع الشباب، وفي اليوم التالي اعترف المتهمون باسماء عدد آخر من زملائهم في الجماعة والذين تم القبض عليهم، ليبلغ عدد أعضاء الجماعة 30 شخصا منهم 18 طالبا مصريا و3 عراقيين وأردنيان و4 طالبات مصريات وطالبتان ألمانية وسويدية وطالبة لبنانية من أصل مصري.

وفي تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أكد المتهمون انهم يؤمنون بفكرة عبادة الشيطان، لذلك قاموا بجمع معلومات عنها من شبكة الإنترنت، ونجحوا في التواصل مع عدد من معتنقي هذه الأفكار خارج مصر، والذين شاركوا في اقناعهم بأن الشيطان هو القوي العظمي التي تستحق العبادة في الكون، وان من يسير علي خطاه لن يصاب بي نكبات، وذكر المتهمون خلال التحقيقات انهم يؤمنون بأن حرية العبادة حق للجميع.. وفي نهية التحقيقات أصدرت النيابة قرارها بالافراج عن المتهمين، وتسليمهم إلي عائلاتهم حرصا علي مستقبلهم ولحداثة اعمارهم.. المثير أن اهالي المتهمين تقدموا ببلاغات إلي نيابة مدينة نصر فور الإفراج عن ابنائهم، اتهموا فيها ضباط الشرطة بإساءة معاملة ابنائهم.

كان ظهور جماعات عبادة الشيطان في مصر لأول مرة في عام 1996، عندما القت الشرطة القبض علي 140 شابا وفتاة بتهمة الانضمام إلي تنظيم ديني يحرض علي ازدراء الأديان، واعتناق افكار ومبادئ شاذة، ووقتها كشفت تحقيقات النيابة ان المتهمين تلقوا افكارهم عن طريق اختلاطهم بالسائحين الاسرائيليين في سيناء.. أما المجموعة التي تم القبض عليها مؤخرا فقد اعتنقت افكار عبادة الشيطان عن طريق الانترنت وعدد من الاصدقاء الاجانب، والذين اقنعوا الطلبة المصريين باقامة حفل كبير في الجامعة الكندية بمناسبة أحد أعياد «الجماعة» ورغم صدور قرار النيابة بالافراج عن 30 عضوا من الجماعة مؤخرا، إلا ان جهاز أمن الدولة مازال يواصل جمع تحرياته حول عودة ظاهرة عبادة الشيطان في مصر، وتشير بعض التوقعات حاليا إلي أنه سوف يتم القبض علي أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة خلال اليام القليلة الماضية.